مارادونا يتلقى العلاج فى مصحة نفسية ولكن شفاءه غير مؤكد

يخضع نجم كرة القدم العالمى السابق الارجنتينى دييجو مارادونا للعلاج في مصحة نفسية بالعاصمة بوينس ايرس غير أن أحدا لا يعرف المدة التى سيخضع خلالها مارادونا للعلاج هناك.

ومن المعروف عن مصحة "ابريل" التى يعالج فيا مارادونا أنها متخصصة فى احتجاز المريض لفترة قصيرة يخضع خلالها للعلاج المكثف.

ومنذ ان تم نقل مارادونا البالغ من العمر 46 عاما الى المصحة يوم السبت الماضى انقطعت الاخبار عن حالة النجم السابق الصحية.

ولكن قبل ذلك كانت هناك تقارير طبية يومية وإن كانت غير مفصلة عن حالة مارادونا عندما كان في مستشفى "لوس اكروس" الذي كان يعالج فيه من مشاكل فى البطن بسبب ادمان الكحول منذ 13 نيسان/ابريل الجارى.

اما فى الوقت الحالى فقد تم عزل مارادونا تماما عن وسائل الاعلام وهو يخضع للعلاج الذى سيتم بمشاركة عائلته، وهو ما سماه البيان الصادر عن مصحة "ابريل" بنظام العلاج الذي يجمع بين "معايير من الطب النفسى ومن علم النفس المعاصر".

كما قالت المصحة فى بيانها إن "الفريق (الطبي) يعمل لانجاز علاج نفسى قصير الأمد بدرجة عالية من الكفاءة طبقا للنهج الأولي لعلم الامراض الأساسي".

وذكرت صحيفة بيرفيل الارجنتينية اليومية أن حالة مارادونا بالاضافة الى كونها حالة ادمان للكحول والمخدرات الا ان هناك "ضرر لا يمكن علاجه فى القشرة المخية الجبهية والأمامية".

واعلنت مصحة "ابريل "التى يعالج فيها مارادونا ان نجم كرة القدم السابق يخضع لعلاج نفسى-عصبى جديد يشمل كل المحيطين به والمقربين منه، خاصة وانه فى حالة مارادونا تحديدا وجد أن الحاشية المحيطة به تؤثر كعامل عدم استقرار في حالته.

وكان لأصدقاء وأقارب مارادونا بما في ذلك ابنتاه وأبواه وإخوته وزوجته السابقة كلاوديا فيلافان دور إيجابي معه عام 2005 حيث اعطوه الدعم العاطفى الذى جعله يشعر بالتحسن والاستقرار لعدة شهور وكذلك تحسن صحته جسمانيا ونفسيا.

حدث ذلك بعد عملية تدبيس المعدة التى أجريت لمارادونا فى كولومبيا والتي ساعدته على انقاص 50 كيلوجراما من وزنه وأعقب ذلك تقديمه لبرنامج تليفزيونى ناجح فى الارجنتين فى واحدة من افضل سنواته بعد ان ترك الملاعب وودع حياة الاحتراف كلاعب كرة قدم.

غير أن المشاكل عادت للظهور من جديد عام 2006 واعترف طبيب مارادونا الخاص الفريدو كاهى بوجود حاشية محيطة بمارادونا تؤثر عليه سلبيا.

واضاف الطبيب أن "كونه مارادونا ليس بالأمر السهل" مشيرا إلى صعوبة تفادي الاصرار الدائم من جانب جميع المحيطين به والذين يدفعونه فى بعض الاحيان الى الافراط فى الشراب ، ولذلك اكد كاهى ان كابتن منتخب الارجنتين السابق يحتاج إلى "الطمأنينة" اكثر من اى شىء آخر.

ويبدو ان الاخطاء التى حدثت من جانب الحاشية الايجابية المحيطة بمارادونا ومنها رفض زوجته السابقة العودة اليه من جديد عجلت بوصوله الى الازمة الحالية.

وفي معرض شرحه للمشاكل الصحية التى يعانى منها مارادونا بسبب إدمان الكحول، قال الطبيب "دييجو يشعر بالاسى والالم بسبب مشاكله العائلية التي لن أخوض فيها. لقد واجه أمورا خطيرة لم يستطع التعامل معها وهو ما أصابه بنوع من الكآبة".

وتضم الحاشية المحيطة بالنجم الارجنتينى السابق حاليا صديقته الجديدة فرونيكا ووالدتها والمحامى البرتو دومينجيز الذي يدير اعمال مارادونا، طبقا لما نشرته صحيفة بيرفيل.

وينتمي أعضاء الحاشية الجديدة جميعا إلى حي فيلا فيوريتو الفقير فى ضواحى بوينس ايرس والذي عاش مارادونا فيه مرحلة طفولته.

كان دومينجيز لاعب كرة في السابق وكذلك عمل كضابط شرطة وهو ايضا مشجع مشاغب سابق لفريق ريسينج الارجنتيبنى ويملك حاليا مكتبا قانونيا صغيرا ويطلق على نفسه لقب "المرتزق".

ولم يتضح بعد ما اذا كانت هذه البيئة الجديدة المحيطة بمارادونا ستكون عاملا ايجابيا أم سلبيا فمنذ عام 2000 عندما تعرض لأزمته الصحية الحادة الاولى بأحد المنتجعات فى أوروجواى، فإن كل انتكاسة تثير تساؤلات حول مستقبله واحتمالات شفائه التام.

ويقول كاهى إن مارادونا "سيقضى بعض الوقت بمفرده" دون السماح له بأي اتصال مع معارفه أو حتى طبيبه الخاص. وسيتعين على أفراد اسرته واصدقائه قبول ذلك والتكيف مع القواعد الجديدة التي وضعها الاختصاصيون الجدد المشرفون على علاجه حاليا.